المناخ والتخطيط العمراني
Abstract
ملخص الدراسة
تناولت الدراسة تأثير عناصر المناخ المختلفة على المخططات العمرانية، والتصاميم المعمارية ومواد الأبنية في مدينة البيضاء وركزت الدراسة كذلك على تحليل وتقييم دور عناصر المناخ في علاقتها مع الكتلة العمرانية ومكونات البيئة الحضرية، ومستوى الراحة المناخية والفسيولوجية للإنسان داخل وخارج الأبدية في المدينة. ولقد ظهر إن الراحة المناخية المثالية للسكان تأتي من اتخاذ عناصر المناخ السائدة في الاعتبار عند اختيار موقع المشروع، أو البناء وإتباع نماذج مناخية كاسب تصاميم الأبنية وموادها، وحسب الخصائص الطبيعية لكل مكان سواء في الجهة الشمالية أو الجنوبية أو المناطق المرتفعة والمنخفضة من المدينة.
ولقد تبين إن للموقع ولاختلاف التشكيلات التضاريسية والارتفاع وتباين وشكل اتجاه الكتلة العمرانية، وتنوع النسيج الحضري، دوراً في خلق التنوع المناخي المحلي الذي يختلف من مكان إلى آخر في المدينة. كما تبين من خلال تحليل عناصر المناخ المؤثرة على تصاميم الأبنية من الداخل والخارج في المدينة، أن أفضل الواجهات الشرقية للأبدية هي الأفضل مقارنة بالواجهات الممتدة على الجهة الشمالية المواجهة للمؤثرات البحرية الباردة غير المربحة خاصة ليلا في فصل الشتاء فيما تصبح هذه الواجهة مفضلة صيفاً بسبب الرياح الشمالية الملطفة للمنطقة في فصل الصيف، فيما لا تفضل اتجاه واجهات الأبنية الجهة الجنوبية حيث تصبح فيها أشعة الشمس مباشرة ترتفع حرارتها وخاصة وقت الظهيرة صيفاً وتكون باردة قارصة شتاء. وعليه يصبح اتجاه الواجهة النموذجي للأبدية في المدينة هي الجهة الشرقية مع زراعة الأشجار لتوفير الظلال وتقليل برودة الرياح من هذه الجهة شتاء، ونفس الحالة تطبق على الجهة الجنوبية. ويفضل توسيع الفتحات على الجهة الشمالية الأهميتها في توفير الراحة صيفا. كما تبين أن أفضل فصول الراحة المناخية المثلى للسكان هي فصل الصيف، ثم فصل الربيع، ثم فصل الخريف، وأزعج فصل هو الشتاء بسبب برودة الطقس القارصة خاصة ليلاً. وتبين كذلك أن لسوء تصاميم الأبنية واستخدام مكونات مواد البناء كالاسمنت والبلوك التي تغلب عليها الرمال الجيرية والبحرية المالحة، والجيرية تتعرض بسرعة لمشاكل للتشقق، والتآكل، وتدري قوتها وكفاءتها، وبذلك تحتاج إلى صيانة دورية، وهي كذلك سريعة التوصيل والكسب والفقدان الدرجات الحرارة إلى داخل الأبنية.
إن تجاوز السكان على قوانين وتشريعات البناء، وعدم الالتزام به ازدحام واحتشاد الأبدية مما أدى إلى ضيق مساحة الفراعات وسبب قلة في التهوية، فيما تصبح بسبب سوء مخططات الشوارع وشبكات تصريف مياه الأمطار فيضان تعبيض الشوارع مع حدوث كل تساقط مطري خلال فصل التساقط فيصعب معها حركة تنقل السكان ووسائط النقل في معظم شوارع المدينة. ولقد تبين هناك علاقة قوية بين تأثير الرياح على الشوارع وتهوية المناطق مع الشوارع الرئيسة خاصة التي اتجاهاتها في المدينة (شرق - غرب)، وسبب سيادة الرياح الشمالية الباردة شتاء والمعتدلة صيفا، فإن تهوية المحلات والإحياء تحتاج توسيع الشوارع ذات اتجاه (شمال جنوب)، وزراعة الأشجار على جوانبها، من أجل فتح مسارب وممرات للرياح، وخلق تهوية وبيئات مداخية محلية مناسبة في المدينة.
وحسب مؤشرات الراحة المناخية، تبين أن الفارق كبير في معدلات الراحة، ودرجة الشعور بها خلال ساعات الليل والنهار، وخلال كافة فصول السنة في مختلف المناطق. وسبب البرودة القارصة ليلا خلال فصل الشتاء داخل وخارج الأبنية، والمساكن وعليه فأن تشغيل أجهزة التدفئة تصبح أمراً ضرورياً طيلة اليوم، كما يصبح الإحساس بالبرودة القارصة واضحا خاصة خلال الليل في فصل الربيع في المدينة، أما في فصل الصيف ترتفع درجات الحرارة وتكون أقصاها نهاراً، وعليه تستخدم أجهزة التبريد خاصة في الأحياء والمساكن المبدية في المناطق الجنوبية المكتظة والمنخفضة من المدينة. وفي فصل الخريف يكون الإحساس بالبرودة واضحا خلال الليل، يصبح معها الإحساس بالراحة متوسطة نسبياً بسبب عدم الاستقرار الجوي، يتميز فصل الربيع بالراحة المثالية خاصة خلال ساعات النهار، ويكون خلال الليل بارداً ويصبح الإحساس بالبرودة بشكل ملحوظ.
تظهر في بعض أحياء المدينة احتشاد المباني وسبب خصائص موقعها الجبلي، وتضارسها التلالية الطولية، وطابعها الريفي العام. وحسب التصنيفات المناخية فإن المدينة بالإضافة إلى صغر حجمها وطابعها الجبلي والريفي، وعلية يصعب الشعور بالجزيرة الحرارية على الرغم من أن أي كتلة عمرانية حضرية مهما كان حجمها فان لها جزيرة حرارية وتكون غالباً نسبية، وغير واضحة لكن تتميز بأنها تختلف عما يجاورها من المناطق المحيطة بها، ومن الصعوبة تحديد مستوياتها في المدينة. ولقد ظهر من أراء أكثير السكان حسب الدراسة الميدانية. وتطابق معظم أرائهم على أن المشاكل التي يواجهها هي البرودة الشديدة خاصة خلال الليل شتاء، والحر في ساعات الظهيرة صيفا. وعليه تشغل أجهزة التكيف والتبريد طيلة هذه الفترات داخل الأبنية، كما أدي التجاوز على قوانين الأبنية ظهور العشوائية في البناء، وجود ظاهرة قلة الفراعات، وسوء تصاميم المباني مما زاد من مشاكل الرطوبة ثم تهالك الأبدية واستخدام مواد بناءغير مطابقة للبيئة المناخية السائدة.
وأخيراً توصلت الدراسة إلى عدة توصيات أهمها التقيد بقوانين الأبنية، وترك فراغات من أجل الإضاءة، والتهوية ثم توجيه الأبدية نحو الشرق، واستخدام مواد أبدية مناسبة للبيئة المحلية. وزراعة الأشجار للتظليل وتحليل البرودة. كما أن الراحة التامة تحتاج إلى استخدام تقنيات العزل الحراري، وتصميم أبدية صديقة للبيئة، ولها خصائص تصميمية يراعى فيها المعايير المناخية المحلية السائدة في كل مكان من المدينة.
Collections
- Faculty of Arts [40]