فنادق طرابلس في العهدين القرمانلي والعثماني الثاني ( 1123-1327هـ / 1711-1911م) : دراسة معمارية مقارنة:
Abstract
تعد ليبيا عبر العصور التاريخية مركزاً مهماً للقوافل القادمة والراحلة التي تتحرك من طرابلس فتحمل معها السلع الأوربية الواردة من البحر ومنتجات البلاد المحلية إلى بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، وتعود منها بمختلف السلع الأفريقية المهمة. وقد تم الاهتمام والتركيز على التجارة لما بها من عائد على البلاد يتمثل في رسوم الجمارك من تصدير واستيراد من مرفأ طرابلس إلى جانب الضرائب التي تفرض على محطات التجارة فضلاً عن ما يتصل بهذه التجارة من تنشيط حركة الأسواق ، حيث تعد الفنادق من العمائر الخدمية المهمة التي توافرت بكثرة في المدن الإسلامية لا سيما تلك التي لها أهمية تجارية كبرى كمدينة طرابلس التي ميزت بفنادقها وأسواقها الكبيرة .
حيث يمثل موقعها حلقة وصل طبيعية بين شرق الوطن العربي وغربه من جهة ، وبين أوربا وأفريقيا من جهة أخرى، كما لعب التجار الطرابلسيون دور الوسيط في التبادل التجاري فكان لهم النصيب الأكبر الذي ظهرت نتائجه على مدينتهم فانتعشت وازدهر العمران .
إن البحث في موضوع الفنادق في العهدين القرمانلي والعثماني الثاني يعد ذات أهمية كبيرة بوصفه يبحث في منشآت لها مكانة بارزة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية ، ويمثل أحد جوانب العمارة الخدمية في ليبيا التي لم تحط بدراسة اكاديمية مستقلة، إذ أولى معظمهم اهتمامه بدراسة العمائر الدينية كالمساجد والزوايا والمدارس، وحتى تلك الدراسات التي حاولت تسليط الضوء على العمائر المدنية كالفنادق وإبراز أهميتها نجد معظمها مقالات تركز على الجانب الوصفي المنشأة . ومنها مقالة التيسير بن موسى، نشرت في مجلة تراث الشعب العدد الأول سنة (1971) بعنوان " الفنادق القديمة ". ومقالة للباحث. على حامد منشورة في مجلة تراث الشعب العدد الحادي . سنة (1983) بعنوان " فنادق مدينة طرابلس القديمة ..
ومن أقدم الدراسات العلمية التي قدمت عن فنادق مدينة طرابلس تمثلت في بحث كتبة الباحث الإيطالي فرانشيسكو كورو بعنوان فنادق طرابلس القديمة المتميزة " وقد ترجمة محمد التائب ، نشر في مجلة آثار العرب العدد الأول (1990) ، والحقيقة أن الباحث قد جمع فيه معلومات قيمة تحصل عليها من خلال الوثائق أو من المقابلات الشخصية التي أجراها مع كبار السن ثناء أقامته في طرابلس ومقالة للباحثة مفيدة جبران منشورة في مجلة آثار العرب العدد الحادي عشر والثاني عشر ، سنة (1999) بعنوان فنادق طرابلس العريقة " وقد جمعت فيها الباحثة حول الفنادق معلومات مهمة من كبار السن لاسيما المقيمين في المدينة القديمة ، فضلاً عن ذلك موقعها القريب بوصفها تعمل ضمن الهيئة المشرفة على صيانة المدينة القديمة وادارتها التابعة للآثار - قدمت دائرة مشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة التابعة الإدارة التوثيق والدراسات الإنسانية في مصلحة الآثار ، دراسة جديدة على شكل كتاب بواقع ثمانين صفحة تطرق إلى معظم الفنادق العائمة في طرابلس بشكل سريع مع عرض لها بالصور وقليل من المخططات وقد نشر هذا البحث عام (2001) ، ودراسة أخرى قدمها الدكتور
سعدي إبراهيم الدراجي متنورة في مجلة تصدر في بيروت بعنوان كرونوس العدد الثالث ، سنة (2003) ، وقد ركزت الدراسة على فندق الزهر كمثال الفنادق الطرابلسية ومقارنتها بالفنادق القائمة في بالأقاليم الأخرى.
ومن أسباب اختيار موضوع الفنادق في طرابلس لدراستي، هو ميل الباحثة ورغبتها في توثيق هذه المنشآت، فضلا عن اعتقادي بأن المكتبة العربية بأمس الحاجة إلى مثل هذا البحث الذي يعتمد على الدراسة الميدانية.
Collections
- Faculty of Arts [40]